مهرجان تمور الأحساء 2025: عبق التراث وإشراقة الابتكار
في قلب واحة الأحساء، حيث يلتقي التاريخ العريق بلمسات الحداثة، ينطلق مهرجان تمور الأحساء المصنَّعة بموسمه العاشر لعام 2025 تحت شعار «تمرنا من خير واحتنا». يُعد هذا الحدث الوطني منصة استراتيجية تجمع بين تراث المنطقة العميق وروح الابتكار، ما يجعلها تجربة فريدة تمزج بين الماضي والحاضر في إطار يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية والاقتصادية.
عاصمة التراث والحداثة
تتميز الأحساء بكونها واحة من النخيل تحتضن تاريخاً يمتد لآلاف السنين، وفي ظل أجواء شتوية معتدلة تتألق الليالي الساحرة، يستقبل المهرجان الزوار يومياً ابتداءً من 16 يناير 2025، من الساعة الرابعة عصراً وحتى الحادية عشر مساءً. ومن خلال تنظيمه المتقن الذي يراعي كافة التفاصيل، يتيح الحدث الفرصة للتعرف على جودة التمور السعودية وتذوق منتجاتها المُبتكرة، مما يعزز من جهود الاستدامة الزراعية والاقتصادية.
رعاية قيادية وشراكات وطنية
يحظى المهرجان بدعم ورعاية رفيعة المستوى من قيادات المنطقة، حيث يشرف على فعالياته صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر، محافظ الأحساء. كما يسهم التعاون الوثيق بين أمانة الأحساء وهيئة تطوير الأحساء في رفع مستوى التنظيم وتوفير الخدمات المتكاملة، بما يضمن وصول المهرجان إلى أعلى معايير الجودة والتميز.
عوالم متعددة من الإبداع والتراث
يحتضن المهرجان ثمانية أقسام رئيسية متكاملة، يمثل كل منها عالماً خاصاً يحكي قصة فريدة:
• واحة التراث: تُعيد إلى الأذهان ذكريات الماضي من خلال عرض أدوات الزراعة التقليدية وحكايات المزارعين الذين ورثوا أسرار النخيل عبر الأجيال.
• واحة الإبداع: يشهد هذا القسم تحول التمر إلى منتجات فاخرة تتنوع بين الشوكولاتة الفاخرة والمربى الفريدة ومستحضرات التجميل المُبتكرة.
• الفريج التراثي: يقدم للمشاركين تجربة حيّة تعيد أسلوب حياة الأجداد عبر عروض لصناعة السلال والحصير من سعف النخيل.
• واحة الطفل: مساحة تفاعلية تعليمية تُغرس في نفوس الصغار حب التراث من خلال ورش عمل فنية وألعاب ترفيهية.
• واحة الأحساء المبدعة: تُبرز إبداعات الحرفيين المحليين في تحويل التمور إلى قطع فنية ومنتجات مبتكرة.
• الساحة الداخلية: تُشكل قلب المهرجان النابض الذي تتلاقى فيه الأنشطة التفاعلية والعروض اليومية، ممزوجة بين الأصالة والمرح.
• مسرح القلعة: يقدم عروضاً فنية وثقافية مميزة تسرد قصة النخلة بأنغام موسيقية وتصاميم تقليدية تبهر الأنظار.
• متحف وليد الناجم: يعد زيارة المتحف تجربة لا تُفوّت، حيث يضم قطعاً أثرية مميزة من بينها دلة قهوة ذات قيمة رمزية تُخلّد ذكرى فهدة الشمري، والدة الملك عبدالله آل سعود رحمهما الله.
تجربة حسية فريدة من نوعها
لا تكتمل روعة المهرجان دون الانغماس في تجربة تذوق استثنائية تجمع بين النكهات الأصيلة والإبداع المعاصر. ففي ركن الحلويات، تُقدم أصناف من التمر المحشو بدبس التمر وحلويات أخرى تُعبر عن تراث المنطقة بلمسة عصرية. كما تُحضّر المخبوزات التقليدية مثل «الخبز الحساوي» والفطائر بطرق وراثية تضمن نكهة أصيلة، في حين يستحضر ركن العطور عبق التمور وسعف النخيل لتحويله إلى روائح فاخرة تضفي سحراً خاصاً على التجربة.
من التربة إلى الأسواق العالمية
يمثل المهرجان جسرًا يربط بين المزارعين والمصنّعين، حيث يُبرز التمر المصنَّع كعلامة تجارية عالمية تواكب أعلى معايير الجودة. ومن بين الابتكارات التي يمكن تذوقها: آيس كريم التمر، وكرات التمر المحشوة بالمكسرات، ومشروبات الطاقة الطبيعية، بالإضافة إلى صوص التمر الذي يضيف لمسة مميزة للأطباق المتنوعة. هذا التحول الاستراتيجي يعزز فرص الاستثمار ويساهم في دعم الاقتصاد الوطني، مع تأكيد رسالة الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
رحلة ثقافية وترفيهية لا مثيل لها
يمثل المهرجان تجربة سياحية متكاملة تجمع بين دعم المزارعين والمصنّعين المحليين، ورحلة ثقافية تُعيد اكتشاف تاريخ الزراعة الحساوية، وفرصة للاستمتاع بالتنوع الفريد للتمور مثل «الخلاص»، «الرزيز»، «الهلالي»، و«الصقعي». كما يشكل الحدث منصة لتأكيد الهوية الثقافية وربط الأجيال بتراث الأجداد، مما يخلق جواً من الفخر والانتماء الوطني.
ختاماً
يمثل مهرجان تمور الأحساء 2025 حدثاً استثنائياً يتجاوز كونه معرضاً للمنتجات الزراعية، ليصبح احتفالاً بالتراث وروح الابتكار التي تضيء سماء الأحساء. من خلال تنظيمه الراقي وشراكاته الوطيدة مع الجهات الرسمية، يضمن المهرجان تجربة سياحية وثقافية لا تُنسى، مع توفير كافة الخدمات التي تلبي احتياجات الزوار وتضمن وصولهم إلى قلب واحة الأحساء بسهولة ويسر. موعد الفعالية من الساعة الرابعة عصراً وحتى الحادية عشر مساءً، ابتداءً من 16 يناير 2025، في انتظار كل من يبحث عن رحلة تأسر الحواس وتروي قصة حضارة عريقة تتجدد بروح العصر.